محمد الحديدي إلى مهرجان تطوان السينمائي 2014

من ويكي أضِف
اذهب إلى التنقل اذهب إلى البحث

- تجربة السفر للمغرب بصفة عامة تجربة مثيرة وتستحق السعي فالمغرب مكان يستحق الزيارة وبه الكثير ليُكتشف . لكن زيارة مدينة تطوان والمشاركة بمهرجان تطوان السينمائي هي تجربة فريدة وخاصة وأنا سعيد جدا بخوضها وسأسعى دوما لتكرارها . مهرجان تطوان هو مهرجان سينمائي قديم تم تأسيسه منذ قرابة ال 30 عاماً والدورة السابقة (ابريل 2014 ) هي دورته العشرين , ولكنه يختلف عن باقي المهرجانات حتى عن المهرجانات المغربية الأخرى (الرباط ومراكش) فهو مهرجان ذو طبيعة مختلفة فهو مهرجان يقام في مدينة صغيرة في دولة عربية تعاني من كل ما تعاني منه الدول العربية وهو حتى لا يحظى بتغطية اعلامية قوية فأخبار المهرجان في الصحف والمجلات ووسائل الاعلام المرئية تكاد تكون منعدمة , وبجانب ذلك فهو مهرجان بميزانية ضعيفة اذا ما قورنت بميزانيات الهرجانات المتوسطة وليست الكبيرة حتى ورغم كل ما سبق ذكره من ضعف ميزانية وضعف التغطية الاعلامية وموقع المهرجان في مدينة صغيرة تعاني من مشاكل اقتصادية واجتماعية الا انه في وجهة نظري أنجح وأقوى كثيرا من مهرجانات كبيرة بميزانيات ضخمة وتغطية اعلامية لا محدودة , فما يميز المهرجان هو أن القائمين عليه والمنظمين والجمهور هم ناس يحترمون السينما ويحبونها ولا يهدفون الى ظهور اعلامي أو بروباجاندا . التنظيم أكثر من رائع والمواعيد جميعها منضبطة ولا يعطيك المنظمون فرصة أن تسأل عن شيء فهم دائما حاضرون , قاعات العرض مجهزة تقنية بأحدث وسائل العرض , جميع الأفلام المعروضة تكون الصالة ممتلئة عن أخرها بغض النظر عن نوعية وطبيعة وجنسية الفيلم .. سواء كان فيلم تسجيلي أو روائي أو قصير أو تجريبي وأيا كان موضوعه فالقاعات دائما ممتلئة وهذا هو ما نفتقده في الكثير من المهرجانات خصوصا العربية بحجة أن المعروض هي أفلام مهرجانات صعبة التلقي وبالتالي دائما ما تجد القاعت خالية من الجمهور اللهم الا ضيوف المهرجان امتخصصين في السينما وهذا ما فاجأني هناك في تطوان فالقاعات كبيرة تصل الى 1000 و 1200 مقعد للقاعة وضيوف المهرجان لا يتجاوزو ال 150 شخص ولكن دائما القاعات ممتلئة عن أخرها مهما كان الفيلم صعب التلقي , حقيقةً هذا هو أهم ما يميز المهرجان أن تجد قاعة العرض ممتلئة عن أخرها بأشخاص ليسو متخصصين في السينما وفي نفس الوقت ليسو قادمين من مجتماعت متقدمة متحضرة هم يشاركوك نفس الهموم ويعانو مثلك من نفس المشاكل والصعوبات وتتشاركو بنسبة كبيرة في الخلفية التي نشأتو فيها .


الأجمل من هذا أن تجد هؤلاء الأشخاص البسطاء يأتون اليك بعد العرض لتتشاركو التجربة وتتحدثو عن الفيلم والأجمل والأجمل أن تشعر أنهم حقايحترموك ويقدرو مجهودك حتى وان لم يروقهم الفيلم وأتذكر هنا موقفان أصاباني بدهشة كبيرة .. الأول يخص فيلم لبناني يعرض للفيلم وبالتالي يستحيل عرضها وكان هناك DCP في المسابقة ولكن يوم العرض تم اكتشاف أن هناك مشكلة تقنية في نسخة الخياران اما عدم عرض الفيلم أو عرضه من النسخة الوحيدة الموجودة وهي النسخة التي أرسلها صناع الفيلم للمهرجان كنسخة مشاهدة قليلة الجودة وعليها علامة مائية فأختار صانع الفيلم عرض نسخة المشاهدة بالعلامة المائية احتراماً لحضور الجمهور وتم تقديم الفيلم للجمهور وشرح المشكلة التقنية والاعتذار لهم وتوقع الجميع أن يغادر الجمهور الصالة ولكن حدث ما لم يتوقعه أحد فقد احترم الجمهور الفيلم وأحس بالمأزق الذي وقع فيه صناعه ورفض مغادرة الصالة واستمر حتى نهاية الفيلم يشاهد الفيلم بجودة ضعيفة وعلامة مائية وبعد انتهاء الفيلم قامة القاعة كلها بالتصفيق الشديد تحية وتقدير للفيلم وصناعه , أما عن الموقف الثاني ففي اليوم الثاني لعروض الأفلام القصيرة كان هناك فيلم ايطالي يعرض في المسابقة والقاعة ممتلئة كالعادة وبعد 3 دقائق من بدأ الفيلم حدثت مشكلة في النسخة وبدأت في التقطيع بمعنى أنك تشاهد 20 ثانية من الفيلم ثم يتوقف 20 ثانية ثم يدور مرة أخرى وهكذا


وبالتالي استحالة المشاهدة وبدأ المخرج الايطالي الشاب في التوتر ومحاولة اصلاح العيب دون فائدة فأحس الجمهور بالمأزق وبدأو في التصفيق له بقوة ومناداته لتشجيعه وطمأنته أنهم يدعموه . الموقفين السالف ذكرهم شاهدتهم في مهرجان سينمائي في المغرب وليس الدنمارك أو السويد , شاهدتهم في مهرجان بسيط لا يحظى بضجة اعلامية ولا ميزانية ولكن القائمين عليه يعرفون قيمة الأفلام ويقدرون صناعاها خير تقدير . لن أنسى هذه التجربة وسأسعى دوماً لتكرارها . محمد الحديدي - مايو 2014